تدبر القرآن الكريم

كيفيّة فَهْم القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى- المعجِز، والمُنزل على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بواسطة الوحي جبريل عليه السّلام، المتعبّد بتلاوته، الذي نُقل بالتّواتر، وحُفظ في الصُّدور ودُوّن في السّطور، وجُمع بين دفّتي المُصحف، مبدوءاً بسورة الفاتحة ومختوماً بسورة النّاس،[٣] وقد أراد الله -تعالى- للقرآن الكريم أن يكون خاتم الكتب السّماويّة، وتعهّد الله -تعالى- بحفظِه من التّحريف والضّياع، فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،[٤]والقرآن الكريم كتاب هدايةٍ وإرشاٍد، يشتمل على أحكامٍ ودروسٍ، تضع للمسلم نهجاً سليماً؛ ليحيا حياةً طيّبةً، فالقرآن دستور ينظّم جوانب حياة المسلم المختلفة من عباداتٍ وأخلاقٍ ومعاملاتٍ، فقد قال الله -تعالى- واصفاً القرآن الكريم: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا).[٥]

إنّ تدبّر القرآن الكريم، وفَهْم معانيه، واستيعاب ما جاء فيه من أحكامٍ وحِكمٍ، أمرٌ لا يستغني عنه أيّ مسلمٍ، ولعلّ لاستيعاب آيات القرآن الكريم والإعانة على فهمها خطوات وأساليب تساعد في ذلك، منها:[٦]

  • الإقبال على الله -تعالى- والتّقرّب منه، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإنّ تقوى الله -تعالى- سبيلٌ للفهم والعلم، وشاهد ذلك قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[٧] وقوله أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا).[٨]
  • استشعار عظمة القرآن الكريم؛ ذلك أنّ القرآن الكريم كلام الله تعالى، واستشعار ذلك أثناء تلاوة القرآن الكريم، سيجعل المسلم يخشع له ويتأثّر به، فتتأنّى تلاوته وتُتدبّر آياته.
  • استشعار المسلم أنّه مُخاطب بالقرآن الكريم، فيتلقّى ما فيه من أوامر ونواهٍ ومواعظ وعِبر على أنّها موجّهة له، وقد نُقل عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- أنّه قال: (إنّ مَن كان قبلكم رأوا القرآن رسائل مِن ربّهِم، فكانوا يتدبّرونها بالليل، ويتفقّدونها في النّهار).
  • استذكار أنّ القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، ممّا يدفع المسلم إلى إعمال فكرِه وتقليب نظره في الآيات الكريمة؛ بهدف الوصول إلى فهم القرآن الكريم ووفهم معانيه ومقاصده.
  • تكرار تلاوة الآيات الكريمة وترديدها؛ لأنّ التّكرار يعين على استقرار المعاني في النّفوس وتثبيتها في القلب والعقل.
  • التّفاعل مع الآيات التي يتلوها المسلم بالاستغفار والتّسبيح والاستعاذة، وقد وصف حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- تلاوة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للقرآن فقال: (يقرأ مُترسِّلاً، إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّحَ، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذَ).[٩]
  • القراءة بتأنٍّ وهدوءٍ، والتّفاعل مع الآيات بحضور القلب وإعمال العقل وإمعان النّظر.
  • الرّجوع إلى كتب المعاني والتّفسير؛ لمعرفة أقوال العلماء في معاني الآيات وتفسيرها.
  • تعلّم اللغة العربيّة ومعرفة معاني كلماتها ودلالات ألفاظها، فاللغة العربيّة هي لغة القرآن الكريم، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).[١٠]
  • الرّبط بين مضامين آيات القرآن الكريم والواقع الذي يعيشه المسّلم.
  • طرح الأسئلة على النّفس واستثارتها في العقل عند تلاوة القرآن الكريم، فالتّساؤل يعدّ من وسائل الفَهْم

Leave a Reply